شعرت بمشاعر مضطربة يغلب عليها الخوف ربما
حينما ابلغوني بميعاد ولادة زوجتي لابنتنا رقية ..
حاولت فهم مشاعري كاب ..
و لكني لم افهم غير انني اشعر بالخوف عليها و بالخوف منها في نفس الوقت ..
تحيط بي قصص كثيرة عن علاقة الاولاد و الاباء ..
ربما لان الام هي القريبة من اولادها في اغلب الاحيان الا في وجود خلل ما ..
كان ذلك هاجس يسيطر علي .. فانا اريد ان تكون علاقتي بها بنفس القرب كعلاقتها بامها ..
دون وجود خلل في رؤيتها لي كاب يكون خط و راي قوي حينما تخطىء .. و في نفس الوقت صديق ودود لها تحكي له كل شيء ..
اخاف ربما من نفسي .. فهل ساكون الاب الذي تتمناه ؟
قلت لزوجتي حينما سالتني مالك ؟ ما الذي يشغل بالك ..
بانني بخير ..
و انني فقط اتاهب اما هو ات و طمانتني هي كما كانت تفعل دوما ..
و لكني اخبات جزءا من الحقيقة و هي خوفي مما هو ات ..
لم اشأ ان اشغل بالها فهي قلقة بدورها من يوم الولادة ..
و كان دوري الا اجعاها تشعر بذلك الخوف او على الاقل اخفف عنها ذلك ..
ليلتها لم انم ..
قلت لزوجتي اني ساتمشى على شاطيء البحر حتى اصفي ذهني قليلا ..
الامر الذي كانت تتفهمني فيه جيدا ..
فلم تكن ابدا زوحة نكدية تحبط مشاعر لاظل في المنزل .. بل تتفهم اسباب اختلاءي بنفسي احيانا..
حينها نزلت بهدوء .. و احضرت كوبا من قهوتي المفضلة و انطلقت الى الشاطىء ..
كان الجو منعش و جميل فالليلة هي اول ليلة من ليال شهر نوفمبر الجميل .. شهري المفضل ..
كنت اتامل قلقلة ضوء القمر على سطح الماء .. و انا افكر مليا فيما يخيفني ..
فمعروف عني انني عملي جدا .. قوي البنية ..
كيف لي ان اخاف من وليد صغير جدا ..
فكرت جيدا هل ساظل مثلا اعلى لها ؟
هل ساكون قدوة حسنة ؟
هل ساكون البطل الخارق الذي يحميها حينما تحتاح الى بطل ؟
هل ستعرف و تتيقن انها قوية لانا ترى من بمقربة منها اقوياء ؟ هل ستستقي قوتها مننا ؟ مني انا و امها ؟
هل ستعرف ان الرجل يحترم المرأة مني انا ؟؟
مسؤوولية كبيرة و ضخمة وقعت على عاتقي فجاة ..
كنت افكر كثيرا حتى قاطعني فجاة صوت الهاتف القادم من السيارة ..
ليعلن عن الاتصال السادس على التوالي من زوجتي ..
تخبرني بانها تشعر باعراض بدء الولادة ..
فهرولت سريعا .. الى السيارة مجددا .. و انطلقت بسرعة الي المنزل و ذهبنا للمشفى بعد ان ابلغنا والدينا بذلك الخبر السعيد ..
طلبت من المشفى ان اصاحب زوجتي داخل غرفة العمليات .. الامر الذي وافق عليه الطبيب..
فابدلت ملابسي و امسكت بيديها و انا اكمانها بانها ستكون ولادة سهلة و يسيرة ..
و هنا اشارت الي و قالت .. اعلم انك ستجعلنا فخورتين بك ..
فكانت دوما تعرف ماذا تقول لتطمانني رغم صمتي .. ..
و حينما انطلقت اول صرخة لطفلتي و هي تخرج للحياه ..
حملت طفلتي و انا ابكي .. و دنوت من زوحتي لاقبل راسها ..
و هنا نظرت لطفلتي ..و قد تلاشى خوفي و انا اقول ..
سابذل قصارى جهدي لتريني بطلا حتى تكوني انت بطلة بحياتك ..