الأحد، 19 أبريل 2020

انت كالزجاجة

نحن من التراب 
و حبات الطين و الرمل تلك .. تصنع جمالا لا يوصف .. 
تجلى و تزجج ..
تصبح منصهرا و متعبا .. 
ثم يضاف لك قطرة اللون تلك الي تصبغك بصبغتك الخاصة. .

انت مميز بلونك ..الشفاف ..
احدهم ازرق شفاف
و الاخر برتقالي شفاف .. 
كلنا من الزجاج المصنوع بعناية و جمال .. 

تزجح 
و تجلى 
تنظف و تغسل و تنقع 

تترك لبعض الناس الحرية لالصاق ملصق بتصنيفك 
انت من الكريستال 
انت من الزجاج الفرنسي 
انت من الزجاج السميك العادي .. 

يضافى اليك الماء / الخمر / اللبن .. و تذوقه و لا تتذوقه..

و تترك للبعض الاخر الحرية للرسم عليك بتلك الالوان الخاصة بالزجاج .. 
 التي غالبا لا تمحى 
هؤلاء هم الاصعب ..
فالملصق قد لا يترك اثرا و ان ترك فهو ليس بالكثير..

انما تلك الالوان ، تضفي اثرا خلاب.. منظر خارجي مثير 
دافئ .. 
لن تستطيع تجاهله. .

ثم تزجج و تتزين .. 
لأحدهم ليشرخك .. و سرعان ما يقوم مقتنيك او انت بترميم ذلك الشرخ البسيط الا انه من المستحيل ان يزول .. 

ثم تتزجج 
لاحدهم لتتحطم .. 
يحطمك اشلاءا .. من المستحيل تجميعها.. 
انتثرت كحبات الرمل لا الزجاج ..

جرحت احد العابرين دون ذنب و ضاع جزء منك .. 
و حينها مقتنيك سيقوم بجمعك غالبا بسلة المهملات ..
او ..
على احسن تقدير.  
ستعود الى الورشة 
لتنصهر .. 
و تتقلص و تبدا من جديد 
لتكون قد عبرت و تحورت .. 
و تجددت 

لتصبح زجاجة اخرى .. لا تشبهك بتاتا .. 
الا في كونها تراب
و كونها زجاج شفاف هش 
سهل الانكسار ..

الثلاثاء، 7 أبريل 2020

هل قمت بأكل ذكرياتك من قبل؟

هل قمت بأكل ذكرياتك من قبل ؟ 

ذلك ما قفز بعقلي لحظة تذوق شيء ما لم اتذوقه لاكثر من عشرون عاما .  
قفذت في ذاكرتي مسمى الحلى
و الاضاءة 
و أبي و هو يذوقني اياها لاول مرة .. 
تذكرت مطبخنا و انا لم اتعدى الخامسة بعد.. 
تذكرت روحي .. 
و كم سنتيمترا كنت 
و اتكائ ابي لاسفل حتى نكون بنفس المستوى ..

 كان المذاق مرا..
و لربما لو كنت تذوقته في فترة اخرى لما كنت احببته .  

و لكني رغم يقيني بمرارته. 
الا انني في كل مرة يترك اثرا حلوا في فمي ..
لانه مختلط  بالذكريات.. 

و انت.. هل يمكنك ان تخبرني ما هو مذاق ذكرياتك ؟