الثلاثاء، 22 مايو 2018

كيف نقول ببساطة على شخص اهدى احدى عينيه او نصف ماله لزوجه او اخيه او امه بانه مضحي ؟

نعم من الوارد ان يتبادر الى ذهنك كم هو رائعا ان اهدى شيئا يملكه لاخر يحتاجه ..

و لكن هل فتشت عما بذله الشخص الاخر من عطاء لاعوام و مواقف جعلت الرباطبينهما وثيقا لتلك الدرجة التي يصبح مجرد التفكير لمساعدة شخص مهما بحياتك شيئا تستطيع فعله و لو كان ثمينا ؟

هل سيعطي ذلك الشخص المضحي نفسه .. احدى كليتيه لغريب ؟
او اشد .. لاحد اعداؤه او سليط لسان او فاسد ؟

هل ان رفض اعطاء اخيه مثلا على سبيل المثال و كان اخيه دائم الضرب له او اهانته .. لكنا قلنا من ذلك الجاحد؟ من نحن لنبسط تلك الامور ..

و نصدر احكاما كانما الشخص يتحول من ضحية الى جاني او من مضحي الى جاحد .. في ثوان ، لا يعلم احدا عن ماضيهما المشترك شيئا ..

طرق ذلك ذهني حينما استضيف زوجين ببمرنامج شهير .. تكلمت فيه المذيعة مع السيدة عن كونها حالة فريدة من نوعها ..
و لكني اكاد اجزم ان ليس على تلك الارض من لن يفعل مثلها .. فهي لا تنفك تفعل ذلك منذ ان تلد .. و مع.زوجها .. او.اخوانها و ابويها ..
و لكن طرق في ذهني تساؤل .. ما الذي فعله هذا الرجل لتفعل امراته ذلك ببساطة ؟ و دون اي تفكير ؟

لربما ليست العبرة كما قالت المذيعة ان " الدنيا لسة بخير  "..
و لكن لان من السهل العطاء حينما تمتلىء انت ..

انا لم افهم يوما ان فاقد الشيء لا يعطيه لان ذلك احيانا كثيرة يكون بعيدا تماما عن الصحة ..

ففاقد الشيء اول من يشعر به.. و يصمم ان يعطيه دون تفكير ..
و لكن ذلك يجري في امور بسيطة و اشد بساطة من ذلك المثال ..

في حياتك انت شخصيا
هل حينما اسيء تقدير اهتمامك بصديق في ازمته .. و لم يبادلك اي منها في محنتك .. هل اعدت انت الكرة و وقفت بقوة كما فعلت من قبل ؟
هل شعرت انه امر سهل ام و ان فعلتها ،فعلتها مرغما بظرف او امر شخصي بك انت .. بداخلك هو انك لا تيسطيع تركه يعاني و ان لم تكن تشعر كلية انك ملزم بالمساعدة ..

كم مرة ترددت ف الاتصال بشخص لا يرد مكالماتك
و كم مرة استطعت ان تصفح لسليط لسان لا يكتف بملحاقتك يمنى و يسارا بالاذى فقررت الانسحاب ؟
و كم من مرة زرت فيها مريضا لم يأبه بمزاورتك بالمشفى حينما انكسرت ساقك اليسرى ؟

نحن لسنا مثاليون .. و ليس كل المعطائين معطائين بدون سبب ..
نحن نعطيلمنةيستحق مدى الحياه
وونعطي.لمن لا يستحق الى ان ينفذ الخزين ..
ثم نذهب ..

اليس كذلك ؟!

الجمعة، 4 مايو 2018

لم يعد السارق مذنبا كليتا
ولم يعد المنافق مذنبا كليتا
ولم يعد المغتاب مذنبا كلتيا
لم يعد سيئ النية مذنبا كليتا

بل لكل هذه و تلك مبررات من بني ادم ..
كالذكاء الاجتماعي او المهني او لدردشة اصدقاء ..

لكننا نذنب حينما نصدق القول في شهادة ما ..
او لمنع نميمة و غيبة ..
لمنع رشوة ..
او نصيحة صديق حاد عن الصواب ..

او ربما أخص من ذلك ..
لخوف ما فينا من كائن ما ..
لو لحبنا لقراءات معينة او حتى لون محدد ..
نذنب لاننا لسنا رائعين دوما ..
لربما نخفق .. في ذلك الامر او هذا..

نذنب حينما ننسى امرا ما ..
او لم نعد كالبقية العامة التي ترتدي نفس الملابس او الوان الموضة ..

و نذنب حينما يصيب الجهد ابداننا ..
و الاكثر ..
حينما يصيب الجهد ارواحنا ..

نذنب .. فقط لاننا مازلنا بشرا !

لسنا رائعين بما تحمله السوشيال ميديا من حياة، لا حزن فيها و لا وقت للحظات الضعف ..
لا وقت فيها ل"إنسان" ..
تحمل نفسه ما تحمل من طموح و انكسار ..
من امل و انهيار
من فخر و اشمئزاز ..

صدق يوما شخصا حينما اخبرني ..
ان نفس الانسان معقدة، تماما كالدهاليز .. من يمكنه ان يطبق قواعد عامة لفهم البشر و وضع كتالوج بان ذلك صحي و معتاد و غيره غريب مطرود ؟؟  ..

لماذا لم يعد البشر  كالبشر ؟