قالت "راخشيندا" ل "درايا"
حينما سالتها عن الزواج و الانجاب في بلادهم "المكسيك" : " الزواج في حد ذاته مهمة صعبة " .." لا تصدقي من قال انه سيتزوج ليرتاح .. فالزواج مهنة تختارين الا تتقادي اجرا عليها " ..
و " لكن ماذا عن الحب ؟ " سالتها درايا ..
فابتسمت راخشيندا في حنان .. و قالت في هدوء و هي تجذب درايا التي اوشكت على الزواج .. ليتفقدا شيءا ..
فمشيا في ممر ضيق يودي لساحة مربعة اكبر قليلا ..
بها نافورة مياه في المنتصف ..
تتزين باللونين الأزرق و البرتقالي ..
و على جانبيها ارضية مميزة .. مر عليها زمن كبير ..
و على اليمين .. جدار تزينه بعض الرسوم المتهالكة لرسامة مكسيكية رسمتها منذ اعوام حينما اشترى المنزل زوج راخشيندا ليتزوجها ..
و على اليسار طفلي راخشيندا يلعبان سويا ..
"أنظري" .. قالت راخشيندا ..
"ما رايك بالفناء درايا ؟ "
..أنا مولعة بالاشياء القديمة .. و لذلك أعجبني كثيرا و رحت أتفقده و أنا منبهرة ..
كنت قد عرفت راخشيندا منذ عامين فقط .. و لكنها أصبحت كأختي ..
فقالت لي .. هذا الفناء لبعض الأشخاص ليس بالجديد ..
و لكني أرى فيه أعواما قد حقرت في كل حفرة مءات الحروب لكي يظل ذلك البيت متزهزها و ليس فقط باقيا كالبيوت حولنا ..
اتعرفين من قامت برسم تلك الرسومات المبهجة ؟
انها انا يا درايا ..
كام حلم لي ان يكون بيتي ذو طابع خاص و مملكة ليس هنالك مثلها ..
اولادنا .. مادو و لانا .. ليسوا دمى نتحكم بها ..
فانت لا تريدينهم نسح مشوهة بامتزاجك انت و زوجك
و لا نسخة ممت يصوره الإعلام بالنجاح ..
و انما تريدنهم نسخ فريدة ..
لديها من السلامة النفسية ما يكفي و يفيض ..
بل يصبحون اكبر مما تتوقعين انت ان يستوعبوا و يعطوا لك و لانفسهم ..
هنالك فقط .. ستتركين جدارك و أرضيتك غير مهندمة لان ما حفر بها لن يتكرر ..
و كلما ازظادت قدم تلك الارضيات ستدركين كم عاش طفليك بسعادة هنا في بيتك انت لانك ملكته ..
و طلما ستتيقنين انك كررت انت و زوجك بالكثير الذي يترك كل واحد فيكم واثقا بأن الآخر هو ما يستحق ان يبذل النفيس لإحتواؤه ..
يا درايا .. ستتعلمين و توقينين ان الحب الذي يحكى عنه في التلفاز و تقرين عنه في الانترنت ليس بالجب الحقيقي ..
الحب هو الأمان ..
انك ستركضين لزوجك حينما تخطءين لأنه سيتحمل المواجهة عنك ..
أنه لن يطلب منك تحمل المزيد لأنك سيدة .. بل سيكون على يقين انك تبذلين كل ما في وسعك ..
و انك ملكة لقلبه و لأولادك فيعلمهم كيف يكونوا أمراء لا عبيد ..
ستعلمين ان تلك الصورة للصينية الفاخرة للمأكولات الي اعدتها تلك الزوجة الجديدة و نشرت صورتها على الانترنت ..
ستنتهي ..
و ستظل تلك الأطباق تنتظرها كأي ربة أسرة لتنظفها و تزيل القاذورات عنها ..
فحتى تلك الصورة خادعة فلم تحكي لك عن مسؤوليات الحياه اليومية ..
فلا تبحثي عن بيت جديد و فساتين و ركض على الشاطيء كالأفلام ..
بل إبحثي عن من ستشيخين معه و انت سعيدة بطلاء بيتك المتهالك ..
مي عتمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق