الجمعة، 16 نوفمبر 2018

و لكن، ماذا عن الحب ؟

قالت "راخشيندا" ل "درايا"
حينما سالتها عن الزواج و الانجاب في بلادهم "المكسيك"  : " الزواج في حد ذاته مهمة صعبة " .." لا تصدقي من قال انه سيتزوج ليرتاح .. فالزواج مهنة تختارين الا تتقادي اجرا عليها " ..

و " لكن ماذا عن الحب ؟ " سالتها درايا ..
فابتسمت راخشيندا في حنان .. و قالت في هدوء  و هي تجذب درايا التي اوشكت على الزواج .. ليتفقدا شيءا ..

فمشيا في ممر ضيق يودي لساحة مربعة اكبر قليلا ..
بها نافورة مياه في المنتصف ..
تتزين باللونين الأزرق و البرتقالي ..
و على جانبيها ارضية مميزة .. مر عليها زمن كبير ..
و على اليمين .. جدار تزينه  بعض الرسوم المتهالكة  لرسامة مكسيكية رسمتها منذ اعوام حينما اشترى المنزل زوج راخشيندا ليتزوجها ..

و على اليسار طفلي راخشيندا يلعبان سويا ..
"أنظري" .. قالت راخشيندا ..
"ما رايك بالفناء درايا ؟ "

..أنا مولعة بالاشياء القديمة .. و لذلك أعجبني كثيرا و رحت أتفقده و أنا منبهرة ..
كنت قد عرفت  راخشيندا منذ عامين فقط .. و لكنها أصبحت كأختي ..

فقالت لي .. هذا الفناء لبعض الأشخاص ليس بالجديد ..
و لكني أرى فيه أعواما قد حقرت في كل حفرة مءات الحروب لكي يظل ذلك البيت متزهزها و ليس فقط باقيا كالبيوت حولنا ..

اتعرفين من قامت برسم تلك الرسومات المبهجة ؟
انها انا يا درايا ..

كام حلم لي ان يكون بيتي ذو طابع خاص و مملكة ليس هنالك مثلها ..

اولادنا .. مادو و لانا .. ليسوا دمى نتحكم بها ..
فانت لا تريدينهم نسح مشوهة بامتزاجك انت و زوجك
و لا نسخة ممت يصوره الإعلام بالنجاح ..

و انما تريدنهم نسخ فريدة ..
لديها من السلامة النفسية ما يكفي و يفيض ..
بل يصبحون اكبر مما تتوقعين انت ان يستوعبوا و يعطوا لك و لانفسهم ..

هنالك فقط .. ستتركين جدارك و أرضيتك غير مهندمة لان ما حفر بها لن يتكرر ..
و كلما ازظادت قدم تلك الارضيات ستدركين كم عاش طفليك بسعادة هنا في بيتك انت لانك ملكته ..

و طلما ستتيقنين انك كررت انت و زوجك بالكثير الذي يترك كل واحد فيكم واثقا بأن الآخر هو ما يستحق ان يبذل النفيس لإحتواؤه ..

يا درايا .. ستتعلمين و توقينين ان الحب الذي يحكى عنه في التلفاز و تقرين عنه في الانترنت ليس بالجب الحقيقي ..
الحب هو الأمان ..
انك ستركضين لزوجك حينما تخطءين لأنه سيتحمل المواجهة عنك ..
أنه لن يطلب منك تحمل  المزيد لأنك سيدة .. بل سيكون على يقين انك تبذلين كل ما في وسعك ..
و انك ملكة لقلبه و لأولادك فيعلمهم كيف يكونوا أمراء لا عبيد ..

ستعلمين ان تلك الصورة للصينية الفاخرة للمأكولات الي اعدتها تلك الزوجة الجديدة و نشرت صورتها على الانترنت ..
ستنتهي ..
و ستظل تلك الأطباق  تنتظرها كأي ربة أسرة لتنظفها و تزيل القاذورات عنها ..
فحتى تلك الصورة خادعة فلم تحكي لك عن مسؤوليات الحياه اليومية ..

فلا تبحثي عن بيت جديد و  فساتين و ركض على الشاطيء كالأفلام ..
بل إبحثي عن من ستشيخين معه و انت سعيدة بطلاء بيتك المتهالك ..

مي عتمان

الاثنين، 13 أغسطس 2018

الشك !

الشك يا صديقي..
الشك مدمر.. يلتهمك قليلا قليلا..
الشك يا رفيقي إن تسلل إليك لن تستطيع الإفلات منه!

فقد تشك في نفسك ..
قدراتك
تشك في إيمانك
تشك في قريب منك
تشك بالأغراب
تشك في الحقائق
و تتمكن منك الأوهام..

تصبح و تمسي تفكر إن حدث هذا أو ذاك

تنظر لمن يحادثك .. تحاول أن ترى ما وراء كلماته..
ترى نفسه خلالها !
فهل حقا يعنيها او يخفي شيئا ما مريبا ؟

هل كل من يضحك على نكاتي يحبها ؟
هل من ساندني الرآي مقتنع فعليا بصحة ما أقول ؟
هل حينما قلت انك بجانبي كنت تعني انها للآبد .. ام هي لحظة استثنائية !

هل ستعود في نظري كما كنت يا رفيقي؟
هل اتوهم الاذى ؟
هل انت بالدهاء الكافي لتخفب شيطانك المتمكن منك ؟
ماذا قدمت لألتمس لك الأعذار

هل انا سيئ لتلك الدرجة ؟
هل انا ساذج ..
هل انا حقا ناجح في شئ ما ؟ و لو قليلا؟
هل انا مميز !
هل انا ..
موجود فعليا ؟
هل عالمي حقيقي ؟

أين أنا ..
أإبتلعني الشك ؟
ارجوك إلمسني كي أعلم !

الثلاثاء، 10 يوليو 2018

عففت نفسي لربما
كان الخيار محرما
جميلا سهلا مزينا
والجهد ليس مقارنا

رفقا بقلب بات مهملا
لظن خاب مجملا
و كذب صار عادة
حلا مريحا مستسهلا

الجمعة، 1 يونيو 2018

انت حر

مخدوع انت بشعار الحرية حينما تكون عبدا لشهواتك بدلا من ان تكون عبدا لله !

مخدوع انت ان كل ما هو عكس الفطرة .. ممتع و جميل ..
حولك من البنات الكثير ..
لا باس من تجربة بعض الكحوليات و ادمان بعض انواع البودرة ..
و لكنك تدخن الشيشة بالطبع لانها لن تؤذيك كما تفعل السجائر .. فانت انسان حر مخير و واعي ..

لا باس ان اغتاب فلانا .. ففيه تلك الصفة فعليا
و لا باس بان ازيد عليها .. فانا "مخنوق منه شوية " ّّ
لا باس ان تمزح كذبا
او ان تسخر من احدهم او نفسك لاضحاك الناس ..
لا بس بان تضع صور للخمور على صفحتك فانت "جامد تنين "
لا باس يا فتى ..
انت حر بالفعل

لا باس بان تكون عالما جليلا .. و تنظر كل من قال بوجود الاله .. فانت اذكى و اغمق من ذلك و قد قرات للكثيرين من وضعوا النظريات العلمية التي تؤكد وجود.الكون صدفة و خلق جميعنا بدقة بصدفة و عبثية .. بل و مدارات الكون و الكواكب الدقيقة التي ان اصطدمت لا تخرج عن مدارها ابدا ..
انت حر بالفعل ..

فرعون موسى الذي طلب من الناس عبادته و طارد موسى الى البحر الاحمر و فلسطين ..
امن بالله و هو يغرق تحت الامواج ..
و لكن الله وعد بتقبل اي توبة طالما كنت حيا ..و لا تقبل حين الوفاة.
الكل يؤمن عند الوفاه !

تعاملت في مرة مع شخص كان محاطا براعية ربانية بالغة حينما فقد الطريق و الحد عن دي الله و في ليلة فارقة عاد بقوة ..

لا اعد نفسي افضل منك ..
فانا شخصيا اذنب و اتوب في اليوم عشرات المرات ..

و لكن لا تستهزي بي حينما تقول انك حر ..
انت عبد نفسك
عبد هواك
عبد الدنيا !

دمت حرا !

الثلاثاء، 22 مايو 2018

كيف نقول ببساطة على شخص اهدى احدى عينيه او نصف ماله لزوجه او اخيه او امه بانه مضحي ؟

نعم من الوارد ان يتبادر الى ذهنك كم هو رائعا ان اهدى شيئا يملكه لاخر يحتاجه ..

و لكن هل فتشت عما بذله الشخص الاخر من عطاء لاعوام و مواقف جعلت الرباطبينهما وثيقا لتلك الدرجة التي يصبح مجرد التفكير لمساعدة شخص مهما بحياتك شيئا تستطيع فعله و لو كان ثمينا ؟

هل سيعطي ذلك الشخص المضحي نفسه .. احدى كليتيه لغريب ؟
او اشد .. لاحد اعداؤه او سليط لسان او فاسد ؟

هل ان رفض اعطاء اخيه مثلا على سبيل المثال و كان اخيه دائم الضرب له او اهانته .. لكنا قلنا من ذلك الجاحد؟ من نحن لنبسط تلك الامور ..

و نصدر احكاما كانما الشخص يتحول من ضحية الى جاني او من مضحي الى جاحد .. في ثوان ، لا يعلم احدا عن ماضيهما المشترك شيئا ..

طرق ذلك ذهني حينما استضيف زوجين ببمرنامج شهير .. تكلمت فيه المذيعة مع السيدة عن كونها حالة فريدة من نوعها ..
و لكني اكاد اجزم ان ليس على تلك الارض من لن يفعل مثلها .. فهي لا تنفك تفعل ذلك منذ ان تلد .. و مع.زوجها .. او.اخوانها و ابويها ..
و لكن طرق في ذهني تساؤل .. ما الذي فعله هذا الرجل لتفعل امراته ذلك ببساطة ؟ و دون اي تفكير ؟

لربما ليست العبرة كما قالت المذيعة ان " الدنيا لسة بخير  "..
و لكن لان من السهل العطاء حينما تمتلىء انت ..

انا لم افهم يوما ان فاقد الشيء لا يعطيه لان ذلك احيانا كثيرة يكون بعيدا تماما عن الصحة ..

ففاقد الشيء اول من يشعر به.. و يصمم ان يعطيه دون تفكير ..
و لكن ذلك يجري في امور بسيطة و اشد بساطة من ذلك المثال ..

في حياتك انت شخصيا
هل حينما اسيء تقدير اهتمامك بصديق في ازمته .. و لم يبادلك اي منها في محنتك .. هل اعدت انت الكرة و وقفت بقوة كما فعلت من قبل ؟
هل شعرت انه امر سهل ام و ان فعلتها ،فعلتها مرغما بظرف او امر شخصي بك انت .. بداخلك هو انك لا تيسطيع تركه يعاني و ان لم تكن تشعر كلية انك ملزم بالمساعدة ..

كم مرة ترددت ف الاتصال بشخص لا يرد مكالماتك
و كم مرة استطعت ان تصفح لسليط لسان لا يكتف بملحاقتك يمنى و يسارا بالاذى فقررت الانسحاب ؟
و كم من مرة زرت فيها مريضا لم يأبه بمزاورتك بالمشفى حينما انكسرت ساقك اليسرى ؟

نحن لسنا مثاليون .. و ليس كل المعطائين معطائين بدون سبب ..
نحن نعطيلمنةيستحق مدى الحياه
وونعطي.لمن لا يستحق الى ان ينفذ الخزين ..
ثم نذهب ..

اليس كذلك ؟!

الجمعة، 4 مايو 2018

لم يعد السارق مذنبا كليتا
ولم يعد المنافق مذنبا كليتا
ولم يعد المغتاب مذنبا كلتيا
لم يعد سيئ النية مذنبا كليتا

بل لكل هذه و تلك مبررات من بني ادم ..
كالذكاء الاجتماعي او المهني او لدردشة اصدقاء ..

لكننا نذنب حينما نصدق القول في شهادة ما ..
او لمنع نميمة و غيبة ..
لمنع رشوة ..
او نصيحة صديق حاد عن الصواب ..

او ربما أخص من ذلك ..
لخوف ما فينا من كائن ما ..
لو لحبنا لقراءات معينة او حتى لون محدد ..
نذنب لاننا لسنا رائعين دوما ..
لربما نخفق .. في ذلك الامر او هذا..

نذنب حينما ننسى امرا ما ..
او لم نعد كالبقية العامة التي ترتدي نفس الملابس او الوان الموضة ..

و نذنب حينما يصيب الجهد ابداننا ..
و الاكثر ..
حينما يصيب الجهد ارواحنا ..

نذنب .. فقط لاننا مازلنا بشرا !

لسنا رائعين بما تحمله السوشيال ميديا من حياة، لا حزن فيها و لا وقت للحظات الضعف ..
لا وقت فيها ل"إنسان" ..
تحمل نفسه ما تحمل من طموح و انكسار ..
من امل و انهيار
من فخر و اشمئزاز ..

صدق يوما شخصا حينما اخبرني ..
ان نفس الانسان معقدة، تماما كالدهاليز .. من يمكنه ان يطبق قواعد عامة لفهم البشر و وضع كتالوج بان ذلك صحي و معتاد و غيره غريب مطرود ؟؟  ..

لماذا لم يعد البشر  كالبشر ؟