السبت، 17 مارس 2012

نملة على غلاف كتاب


في تفرع أزقة من شارع معروف....

تقبع تلك المكتبة  الصغيرة... التي  يجب  ان تطأطأ راسك  لتدخلها  بعد ان  تنزل عدة  درجات   مهتكة  بـفعل مياه الأمطار...

في رفها العلوي الكتب  الثمينة ….والتي  تقبع  هناك جاثمة  لغلو  اسعارها ..رغم  انها  تحمل  من الحكمة .. الكثير  لتضيفه لطالبي حكمة الحياة

أو لربما .. لجهل  الناس بها أو لغرض  ما في نفس  مالك  المكتبة... أو  لأي  سبب كان من شأنه  جعل  ذلك  الكتاب  مغطى  بالأتربة.....
تسكن على الضفة الشمالية منه   نملة  صغيرة ابنة 20 يوما ….يزيدهم ساعتان ..
من زاويتها …. رات  الكتاب  قارة كبيرة....
وحيدة عليها .... تشعر  تارة انها ملكة تلك البقعة …. وعاملة  تارة أخرى ….

كان عدوها سريعا تجري في جميع الاتجهات .. حتى وجدت تلة لم تفهم  انها مجرد  نتوء حبر  طباعة اسم  الكتاب  الذي  تسكن  فوقه ... استغربتها لم ترى ذلك  النتوء في  قارتها من قبل....

ترددت قليلا... وظهر على  اعينها  بريق   ما.. لمجرد  ان خطر في بالها  سؤال ما لم تكن تتوقعه  من قبل.. حدثت نفسها ماذا يوجد في الناحية الأخرى  المقابلة تماما  لما  اقف ؟

لم تأخذ من الوقت الكثير قبل ان تنطلق لتكتشفه .. فهي على سجيتها متسرعة قليلا... تحمل من  الشغف  مايجعل  اندفاعها  حماقة  تندم عليها  بعد ذلك
عزمت على الأمر وتوكلت على الله... وبدأت  في رحلتها للاكتشاف ….


وبعد  قليل  من الدقايق  وصلت  لقمة النتوء....
وسقط فاهها مشدوها واتسعت أعينها في دهشة  ممزوجة  بـالفرح صارت تقفز حتى تدحرجت من على النتوء لتصطدم بـنتوء اخر ..أقل بروزا كان فقط اسم الكاتبة….
حينها  وجدت حياة  كاملة  تجري  في تلك الناحية... امثالها  .. اشباهها.. أو هكذا ظنت !!
حكت لهم وسمعت  منهم  كيف يعيشون .. وعن احتياجهم  للغذاء واحتياجها  للأنس .. مالبثت ان تطوعت في البحث عنه....
وصارت رحلة شاقة شغوفة... مليئة بالحماسة....

تنزل على الارفف لتكتشف عالم جديد تبحث عن غذاء  لقومها ….
صارت تعدوا يمنة ويسارا ….
وتصنع  مما  تجمع  كتل تكفي  عدد أسر من ينتظرونها  على الناحية  الجنوبية  للنتوء...
ويوما بعد يوم .. تسافر وتحضر  مايكفيهم حتى اصابها السقم ….

ولما مرضت .. لم يعاودوها واصابها من الجوع مااصابها ….

ظنت هي  ان مكروها  اصابهم فهم معتمدون عليها  أصلا هكذا حدثت نفسها  ….

وعزمت على  ان تسافر لتوفير الغذاء و زيارتهم .. وربما العيش  معهم....

ولما جمعت مايكفيها واياهم ….

في حماسة غامرة .. تناست المها وصعدت النتوء في بطء اجهاد يغمر اطرافها الرفيعة  ….

واصابتها  الدهشة من جديد.. وسقط فاهها مشدوها  في صدمة ولكن.... لم تكن كأول مرة ….لم تكن صدمة فرح بل  هو المقابل تماما  ..


لملمت  نفسها وذهبت  لأحدهم وفي حيرة تساءلت  ماذا تفعلون ؟

قال كما ترين نبني  

فردت في ترقبـ  اصنعتم  مما  احضرت  لكم...  بيوتا؟
وتركتموني للجوع غير كارثين؟
لم تنتظر إجابة لسؤالها ...كان صمته يكفيها
في ألم..اتخذت قرارا  بان ترجع لمملكتها ..أو ربما لوحدتها...لخيالهاو احلامها حينما كانت هي ملكة وهي نفسها  خادمة  ….

حينها صعد مالك  المكتبة وهو يصرخ في سعادة ..

اهو  لقيته  يا بيه ..
امسك بالكتاب  وامتعض ...قال... : جم منين  شوية النمل دول ؟

ونادى على المشتري

دي بقى  من النسخ  الاصلية لكتاب : "هذه  هي  الدنيا... للكتابة حياة غريب” ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق