قال شوكت بعد ان تنهد تلك التنهيدة العميقة نحو السماء و هو يستند بظهره على مقدمة السيارة و نحن على قمة جبل المقطم ليلا "انا مبفتش زي زمان " ..
و نفث ما تبقى من روحه فالفضاء كدخان غزير لسيجار لا يريد ان ينطفأ ..
كانت اي كلمة ستبدو سخيفة .. في تلك اللحظة ..
و يبدو انه احس بإرتباكي .. فابتسم بشجن و نظر للارض لبرهة ثم نظر للجهة الاخرى و قال لي "كنت بتوقع اي حاجة ممكن تحصلي .. الا الي حصل ده .. و خلاني مش فهمني .. مفيش كلام يتقال .. انا الحيز بتاعي اتدغدغ .. "..
سكت قليلل ثم نظر لي .. و قال ..
"يا حسام انا بقيت انسان مهتريء .. بقيت حاسس بجرح داءم جوايا مش بيروح .. و كاني فجأة اكتشفت ان برة حضن امك و ابوك ملكش مكان و الدنيا حتلطش فيك ف وقت عليك و عليا مسؤوليات كتير متخليش الواحد يفكر ف نفسه لحظة .."
فتهيأت لأرد و لكن دموعه قد سالت و هو يمسحها منكرا لها ..
و قال "و لسة عايزني احب؟و اخلف ؟ انا مش عارف حيتبقى مني ايه اديهولهم "..
عاد للسيارة و قال .. حسوق انا ..
كنت اعلم انه ليس في حالة تسمح بذلك ..
و لكني وجدت نفسي اوافقه بدون ادنى نفس .. و ركبت بجواره دون ان اتحدث .. فالحالة النفسية لا تتحمل اي هراء .. سوا ان تصمت
و لم يؤنسنا الا حينما دندنا .. "و كل ما افتكر صبايا .. اقول يا ريتني اكبر قوام .. ارجع الوم نفسي .. ازاي كنت تايهان .. و انا مش عارف لسكتي عنوان "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق