الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

انا و امي

-المشكلة ان انت مش عارف ..
-مش عارف ايه ؟
-مش عارف ان عيني بقى عليها غمامة بيضة..مش بشوف كويس..
-!!
-عارف يبني ؟ انا عيطت كتير الايام الفاتت..عيطت كتير قوي ..
*عنيها بتظمع تاني بس بتمسكها اول ما تشوفني بتأثر و حعيط*
تبتسم برقة و كانها تتذكر الماضي..
و انا انظر في حيرة ..
و صدق في محاولة معرفة ما يبكيها ..

-بقالنا سنين لوحدنا .. مفيش غيري و غيرك ف البيت ..
فاكر.. لما جست كنت قلقان من دراجتك ف امتحان الفرنساوي ؟
عشان دي اول مرة تسفط ف حياتك و مكتءب ان ازاي بقيت زي باقي الطلبة ؟
فاكر لما تجاهلنا الموضوع سوا و قولتلك.. دي سحابة و حتعدي.. ده مش انت المهم تتعلم ؟

-ببتسم و ارد في شجن ..و متكررتش تاني فعلا عمري ما سقطت ف مادة رغم اني كنت لسة في اعدادي ..

-اديك كبرت اهه ..و بقيت محاسب كبير.. بتشيل هم شركات و كيزانيات قاااااد كدة ..

تمد يدها لتربت على يدي..في حنان و هي تقطر قطرة جديدة من دموعها ..

-النهاردة .. افتكرت ان كمان يومين فرحك ..
انا مش عارفة حعمل ايه من غيرك جنبي..
انا عازاك تتجوز..
بس حتوحشني..

-يا ماما انا اترجيتك تعيشي معايا ف بيتي..
انت و مراتي ..  معايا و قدام عيني .. و اقدر اخدمك بعنيا .. و تفضلي انت ملكة معززة مكرمة و هي أميرتي

- يا حبيبي ازاي بس اقلق حياتكوا و متبقاش على راحتها معاك ف لبسها و كلامها .. و ازاي تعمل اكل ل 3 مش ل 2 كل يوم 3 مرات .. لا يا حبيبي انا مبسوطة كدة ..

-امال ايه الي بيخيلي تعيطي يا أمي.. انا مش قادر اوصفلك حزني و انت بتعيطي ..

تبتسم في محاولة لعدم البكاء و هي تنظر لاسفل ..

-بعيط ليه ؟ بعيط على كل مرة كنت بجري عالحمام بالعافية عشان ابوك جه مالشغل و انا مش هاين علي اسيبك طول النهار لوحدك ..
بعيط عشان نظرة الرعب الي بشوفها على وشك و عينيك مركزة علي و انا بجري الحق حلة عالنار عشان ماتتحرقش من لعبنا سوا ..


كان ممكن اجي على نفسي و مدخلش او اجري و افضل ابص لعينيك و اخدك ف حضني اكتر

 ..
بعيط لما كنت سخنة و مش قادرة افتح و انت صحيت و مكنتش تميت سنة و فضلت تصحيني و انا مش قادرة و فضلت اخدك ف حضني و انا بنام كام دقيقة و اصحى تاني .. كان ممكن الدقايق دي اصحاها اكتر ..

انا مش عارفة انت كبرت امتى ؟ و فجاة حتبقى مش قدام عيني ..
مش حتتشعلق ففستاني فالمطبخ عشان اشيلك ..
و لا حتبص بنظرة عشق لي وسط الناس عشان شفتني بضحكلك عشان في حد بيلاعبك ..

.. فاكر اول يوم حضانة لما كنت مبسوط انك رايحها ؟
انا قعدت اعيط مش عارفة ازاي حتبعد عني 8 ساعات بحالهم .. مبالك اني حشوفك مرة فالاسبوع او يمكن تسافر و اشوفك كل سنة مرة ..

انا بحبك قوي .. ..

نظرت لها .. و انا لا ادري ما يجب علي قوله .. و لكني فقط احسست انها ابنتي و امي و ما احيا لاجله ..

ابتسمت و اخذتها في حضني ..

و قلت ..

-فاكرة اول يوم حضانة ده ..
يومها كنت فرحان باللبس الجديد و الزمزمية .. و مجرد ما عدت اول حصة.. حسيت ان كل اللعب و الناس الي ف الفصل و المدرسة الي قعدت تبوسني بالعافية و تحضني عشان ابطل عياط ملهمش اي قيمة ..
لان الفكرة مش ف اي حضن ..
الفكرة ف حضنك انت يا أمي ..

انا يمكن كبرت شكلا و سنا ..
بس مجرد ما احس اني محتاج لحضن انت بيتي الكبير الي بيحتويني ..

فاكر كل مرة كنتي بتكبريني فيها و انا معاكي فالموقع ..
فاكر و انت بتعامليني كراجل كبير و بتخلي رجالة بشنبات يحترموني ..

انت مكبراني ف عينك و شخصيتي من زمان ..
تفكتري دلوقتي لما كبرت .. حقدر اسيبك زعلانة ثانية او مش قدام عيني اطمن عليكي ؟

أمي انت ملكيش اي وصف و لا زي ..

أمي .. انا بحبك ..

..

لا أذكر كيف انتهت تلك الليلة ..
و لا ما بعدها ..
كل ما أذكره انني نمت بجوار امي بالليلتين .. و كنت احتضنها كأنها ابنتي و هي تقرفص على صدري ..

...

*مر عام الآن *
نجري ف طرقات المستشفى لان زوجتي ستلد ..
ستنجب بنتا ..

قال كل من حولي اكيد حتسميها نبيلة ..
و لكني لم اكترث لذلك الهراء ..

فكيف لي ان اسمي ابنتي .. باسم أمي ..
كيف لي ان اضحك على نفسي و كانما حينما اخلد اسمها سيظل نفس الحضن هو ذاته ..
و كيف لي ان اربك ابنتي بماض ؟ فلها حرية المستقبل و ان تسطع كما سطعت امي و زوجتي ..

فقبلت أمي و قلت ..

-لو كل نساء الكون مجتمعين حملوا اسمك.. مش حيكونوا انت .. و لا حيدوادني الي بلمسة منك بتدهوني ..

و أسميتها  رقية ..
لتحمل حظا باسمها .. و ترتقي ..

و حضنت أمي و زوجتي كل على ذراع .. و نمنا هكذا بالمشفى
و رقية على قلبي ..

فالمنتصف تماما ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق